رياض مزور.. وزير الصناعة أم صانع الأزمات داخل حزبه؟



رياض مزور.. وزير الصناعة أم صانع الأزمات داخل حزبه؟

لا يختلف اثنان أن وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، الذي يحمل حقيبة من "الميزان"، صار اليوم حديث الساعة داخل أروقة حزب الاستقلال، ليس بسبب إنجازاته أو مشاريعه، بل بسبب تجاهله لنواب حزبه واستعلائه الذي بدأ يشعل فتيل الغضب بين أعضاء فريقه البرلماني.

"فشوش" وزير.. وغضب برلماني

رياض مزور، الوزير الذي كان يفترض أن يمثل صورة مشرقة لحزب الاستقلال داخل الحكومة، يبدو أنه اختار مسارًا مغايرًا، مسارًا وصفه بعض البرلمانيين بـ"الفشوش" وعدم التواضع. فبدلًا من فتح أبواب وزارته أمام نواب حزبه والاستماع لمشاكلهم، فضل الانزواء بعيدًا، تاركًا طلباتهم ومراسلاتهم في سلة المهملات.

البرلمان.. منصة الغياب والتجاهل

ما يزيد الطين بلة، هو غيابه المتكرر عن الاجتماعات الداخلية للحزب وتجاهله المتعمد لزملائه في البرلمان. مشهد أصبح مألوفًا لكل من يتابع كواليس البرلمان، حيث يبدو أن الوزير منشغل بأمور أخرى أكثر أهمية من الالتزام بأجندة الحزب أو دعم برلمانييه الذين يشعرون بالإقصاء والتهميش.

"مزور يُهملنا".. غضب يصل إلى حمدي ولد الرشيد

الاستياء لم يبقَ حبيس القاعات المغلقة، بل وصل إلى القيادي الكبير حمدي ولد الرشيد، الذي وجد نفسه محاصرًا بشكاوى البرلمانيين من تصرفات مزور. فهؤلاء لا يفهمون كيف يمكن لوزير ينتمي لنفس الحزب أن يتجاهلهم بهذا الشكل، وكأن الحزب مجرد سلم للوصول إلى كرسي الوزارة ثم التخلي عن أي التزام تجاهه.

نزار البركة في قفص الاتهام

ولأن السياسة لعبة جماعية، فإن اللوم لم يقع فقط على رياض مزور، بل وصل إلى الأمين العام نزار البركة، الذي قرر الاحتفاظ به في التشكيلة الحكومية رغم كل هذا الجدل. يبدو أن البركة رأى في مزور "كفاءة لا تعوض"، لكن الواقع أن هذا القرار لم يزد الطين إلا بلة داخل الحزب.

صناعة الغضب بدل الصناعة

رياض مزور، الذي يحمل على عاتقه وزارة تُعتبر من ركائز التنمية الاقتصادية، بات مشغولًا بصناعة الأزمات داخل حزبه بدل التركيز على ملفات الصناعة والتجارة. ويبدو أن حزبه لم يكن في الحسبان، بل كان فقط جسرًا لعبوره نحو الوزارة، حيث نسي أن الحزب هو البيت الذي يحتضنه.

هل يفقد "الميزان" توازنه؟

اليوم، حزب الاستقلال أمام معادلة صعبة، فإما أن يضع النقاط على الحروف مع الوزير المثير للجدل، وإما أن يستمر هذا الشرخ الذي قد يفقد الحزب جزءًا من تماسكه. رياض مزور قد يكون جزءًا من الحكومة، لكنه بلا شك أصبح عبئًا على حزبه.

رسالة للوزير.. التواضع أساس القيادة

ربما يحتاج السيد الوزير إلى مراجعة سريعة لطريقة تعامله، لأن الكرسي الذي يجلس عليه ليس أبديًا، ولأن العمل الجماعي هو أساس السياسة الناجحة. فبينما يركز على أضواء الوزارة، يبدو أن ظل الحزب بدأ يبتعد عنه تدريجيًا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال