"فطور بلادي".. حين يجتمع مغاربة كوبنهاكن على مائدة رمضان بروح الوطن
ليلة رمضانية استثنائية.. الدفء المغربي يحط الرحال في الدنمارك
في قلب العاصمة كوبنهاكن، وتحت سماء تُنيرها أجواء الشهر الفضيل، التأم أفراد الجالية المغربية حول مأدبة إفطار جماعي، في لقاء لم يكن مجرد وجبة رمضانية، بل كان فسحة دافئة ملؤها المحبة والحنين للوطن. المبادرة جاءت بتنظيم من المكتب التمثيلي للبنك الشعبي المركزي بالدانمارك، تحت إشراف عمر القرشي، فكان الحضور متنوعًا، جمع فعاليات جمعوية وممثلي السفارة المغربية، في لحظة حيث تلاشت المسافات وعادت القلوب تنبض بروح المغرب.
مائدة مغربية بامتياز.. نكهات تأبى الغربة أن تمحوها
ما إن اقترب موعد الإفطار، حتى امتلأت الطاولات بما لذّ وطاب من الأطباق المغربية الأصيلة، من "الحريرة" التي لا تكتمل بها ليالي رمضان، إلى "البريوات" و"الشباكية" التي تحمل في طعمها ذكريات الزمن الجميل. المشروبات العطرية حضرت بدورها، فكان الشاي المغربي، بمذاقه المعتاد، حاضنًا للحديث ولمّ الشمل. الطعام لم يكن وحده نجم السهرة، فأنغام الموسيقى الأندلسية أضفت سحرًا خاصًا، وكأن الحاضرين قد نقلوا المغرب معهم إلى الدنمارك.
لقاء يتجاوز الأكل.. قضايا الوطن تحضر في النقاش
الإفطار لم يكن مجرد مناسبة للأكل والتلاقي، بل شكل فرصة ذهبية لتبادل الآراء ومناقشة القضايا التي تشغل الجالية المغربية في الدنمارك وخارجها. كان الحديث عميقًا، بين من استحضر قضايا الهوية والثقافة، ومن ناقش سُبل تعزيز الروابط مع المغرب، ومن شارك تجربته في الحفاظ على تقاليده رغم بعد المسافات. أجواء تميزت بالحميمية والتفاعل، وكأن كل فرد كان يبحث عن لحظة يسترجع فيها جزءًا من ذاته المغربية.
حين يكون رمضان جسرًا بين القلوب.. رسالة الوفاء للوطن
رمضان ليس مجرد شهر للصيام، بل هو زمن لصلة الرحم وتقوية الأواصر، وهذا بالضبط ما عكسته هذه المبادرة. وسط الغربة، بدت هذه المأدبة وكأنها رسالة حب متبادلة بين الجالية المغربية ووطنها، تأكيدًا على أن المغرب لا يُنسى أينما حلّ أبناؤه. كانت لحظة تجسّد فيها معنى "فطور بلادي"، حيث لا يقتصر الإفطار على الطعام فقط، بل يصبح لقاءً تحيا فيه الروابط، وتنصهر فيه الثقافات، في انتظار لقاء جديد، حيث يبقى رمضان دائمًا موعدًا للحب والانتماء.