في قلب مدينة سلا، حيث الأزقة تضيق بالناس، هناك واقع آخر يفرض نفسه. مرضى نفسيون يجوبون الشوارع بلا وجهة، بلا رعاية، وبلا أمل. مشاهد يومية أصبحت جزءًا من حياة السلاويين، حيث يلتقي المواطنون بأشخاص يعانون اضطرابات نفسية وعقلية، يعرقلون الطريق، يثيرون الذعر، وأحيانًا يخرجون إلى الشارع دون ملابس، في مشهد يختلط فيه الألم بالسخرية.
تابريكت أحياء تحت رحمة المرضى
في حي تابريكت، كما في حي كريمة، لا مفر من مواجهة هذا الواقع. رجال بوجوه متسخة، ملابس ممزقة، وشعر منكوش، يصرخون ويتحدثون مع أنفسهم بصوت عالٍ. بعضهم يضحك بلا سبب، والبعض الآخر يترك العنان لغضبه ليزرع الرعب في قلوب المارة. سكان هذه الأحياء يعيشون بين الخوف والاعتياد، حيث أصبح المرضى جزءًا من المشهد اليومي، رغم المخاطر التي قد يشكلونها.
مستشفى الرازي. الأبواب الموصدة
عندما تحاول الأسر البحث عن علاج لأبنائها، تجد نفسها أمام مستشفى الرازي للأمراض النفسية، حيث الأبواب مغلقة والخدمات محدودة. الحل الوحيد الذي يُقدم لهذه الأسر هو زيارة المستشفى في أوقات معينة للحصول على أدوية تهدئ المرضى، دون أي ضمان لتحسن حالتهم أو عودتهم للحياة الطبيعية.
المدينة التي تصرخ بلا صوت
سكان سلا دقوا ناقوس الخطر مرارًا وتكرارًا، مطالبين المسؤولين بالتدخل. لكن هذه المطالب لم تجد آذانًا صاغية، ليبقى الوضع على حاله. المرضى النفسيون يستمرون في التجول بلا علاج، بلا حماية، وبلا أي أمل في تغيير هذا الواقع.
سلا ليست مجرد مدينة. إنها مرآة تعكس أزمة أعمق في النظام الصحي والاجتماعي. هل سيأتي يوم تُفتح فيه أبواب مستشفى الرازي للجميع؟ هل ستجد مطالب السكان طريقها إلى المسؤولين؟ أم أن سلا ستبقى مدينة تعيش على حافة الجنون؟