"المؤتمر التاسع للبيجيدي: حينما يصبح الغياب أكثر حضورًا من الحضور نفسه"
في مشهد سياسي أشبه بمسرحية عبثية، يطل علينا المؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي، حيث يبدو أن الغائبين أكثر تأثيرًا من الحاضرين.
غياب أسماء قيادية وازنة مثل سعد الدين العثماني والمصطفى الرميد ونجيب بوليف والحبيب الشوباني، يثير تساؤلات حول مستقبل الحزب الذي كان يومًا ما رمزًا للتغيير والإصلاح.
هل يمكن أن يكون هذا المؤتمر مجرد محاولة يائسة لإعادة إحياء حزب فقد نصف أعضائه؟ أم أنه مجرد تجمع لتصفية الحسابات المالية؟
يبدو أن عبد الإله ابن كيران قد قرر أن يكون "محاسب الحزب" بدلًا من "قائد سياسي"، حيث أصبحت لوائح الحضور والانخراط أكثر أهمية من الأفكار والرؤى السياسية.
من المثير للسخرية أن الحزب الذي كان يومًا ما يدعو إلى الشفافية والمحاسبة، أصبح الآن يعاني من أزمة مالية تتطلب جمع التبرعات من أعضائه.
هل يمكن أن يكون هذا دليلًا على أن الحزب قد تحول إلى جمعية خيرية بدلًا من كيان سياسي؟ أم أن وزارة الداخلية قررت أن تعطي الحزب درسًا في "الاستقلال المالي"؟
بين الغياب والحضور، وبين التبرعات والديون، يبدو أن المؤتمر التاسع للبيجيدي ليس سوى انعكاس لأزمة أعمق تعصف بالحزب. فهل سيكون هذا المؤتمر بداية النهاية؟ أم أنه مجرد فصل جديد في قصة طويلة من التراجع السياسي؟