محاكمة مثيرة.. وقضية تأبى أن تهدأ
وسط أجواء مشحونة وترقب كبير من الرأي العام، تتواصل فصول المحاكمة التي باتت تعرف بقضية "صفعة القائد" في مدينة تمارة، بعدما تحولت حادثة بسيطة في ظاهرها إلى ملف قضائي مثير يحمل بين طياته أسئلة أكثر من الأجوبة. الجلسة الأخيرة لم تكن كسابقاتها، فقد حملت في طياتها مفاجآت وتساؤلات جديدة طرحتها هيئة الدفاع، فيما بدا أن القضية تأخذ منعطفًا غير متوقع
الصفعة المزعومة أم الصفعة المتبادلة؟
المحامون يرفعون أصواتهم داخل قاعة المحكمة ويطالبون بكشف الحقيقة كاملة لا مجتزأة فالمتهمة الرئيسية، التي وجدت نفسها بين جدران السجن منذ الحادثة، ليست كما قيل أول من رفع يده بل تعرضت بدورها للتعنيف وفق ما أكده دفاعها الذي طالب بإجراء فحص طبي للتأكد مما تعرضت له قبل اعتقالها
في تطور آخر صادم، كشف الدفاع أن موكلته حامل وفي شهرها الثالث ومنذ دخولها السجن وهي تعاني من نزيف متواصل ما يثير المخاوف حول مصير الجنين مطالبة الدفاع كانت واضحة الإفراج المؤقت وعرضها على الخبرة الطبية بشكل عاجل لأن استمرار احتجازها قد يعرض حياتها للخطر لكن هل ستستجيب المحكمة لهذا الطلب؟
الشهادة الطبية تثير الشكوك.. وعلامات استفهام كبرى
في هذه القضية التي تحولت إلى جدل مفتوح، برزت نقطة أخرى أكثر حساسية تتعلق بالشهادة الطبية التي حصل عليها القائد والتي أكدت أن مدة عجزه تبلغ ثلاثين يومًا رقم ثقيل بالنظر إلى أن الحديث يدور عن صفعة فقط فكيف يمكن لتقرير طبي أن يحدد هذا العجز دون أي كدمات واضحة أو إصابات ملموسة؟
دفاع المتهمة لم يتردد في طرح الأسئلة الحارقة كيف يمكن أن تبقى آثار الصفعة مرئية بعد عشرين ساعة؟ لماذا لم تحمل الشهادة اسم المستشفى أو المصحة التي أجري فيها الفحص؟ وكيف لطبيبة متخصصة في حوادث الشغل أن تصدر تقريرًا في قضية جنائية؟ مطالب الدفاع كانت حازمة استدعاء الطبيبة للمثول أمام المحكمة والتوضيح
فيديو الواقعة.. لقطة من فيلم ناقص؟
في ظل استمرار الجدل، عاد الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم إلى الواجهة الفيديو الذي وثّق لحظة الشجار بين القائد والمتهمة صار دليلاً رئيسيًا لكنه أيضًا موضوع جدل حاد الدفاع أكد أن ما تم تداوله لا يعكس الحقيقة الكاملة بل هو مجرد جزء من المشهد صُوّر من زاوية معينة وبإرادة معينة
من صور هذا الفيديو؟ ولماذا لم يتم تسريب اللقطات التي سبقته؟ وأين لحظة الاعتداء على المتهمة التي تقول إنها تعرضت لضرب قبل أن ترد الفعل؟ أسئلة كثيرة تطرح دون إجابة واضحة والمحكمة مطالبة بفك هذه الألغاز
القائد في عطلة إجبارية.. والمتهمة خلف القضبان
من جهة أخرى، تحدث دفاع القائد عن وضع موكله الصحي قائلاً إنه غير قادر على العمل ويتلقى العلاج معتبرًا أن الصفعة التي تلقاها ليست مجرد حركة عادية بل اعتداء على هيبة الدولة ورجال السلطة فيما يصر دفاع المتهمة على أن القضية ليست كما يتم الترويج لها وأن هناك طرفًا يحاول رسم صورة غير دقيقة لما جرى
القضية لم تنته بعد.. والمفاجآت مستمرة
كل المؤشرات تؤكد أن القضية لم تصل إلى فصلها الأخير بعد بل على العكس كل جلسة تحمل مستجدات جديدة وتساؤلات أصعب فهل سيتم تمتيع المتهمة بالسراح المؤقت؟ هل ستتم إعادة النظر في الشهادة الطبية؟ وهل هناك تسجيلات أخرى يمكن أن تكشف المزيد من الحقيقة؟
القضية لم تعد مجرد حادثة شجار بين مسؤولة إدارية وقائد سلطة بل تحولت إلى ملف شائك يحمل في طياته أبعادًا قانونية وإنسانية وحتى سياسية والمحكمة أمام اختبار حقيقي لإنصاف من يستحق الإنصاف