خلية حد السوالم.. كيف كادت عبوات الموت أن تنفجر قبل الأوان؟
في عملية أمنية نوعية، نجحت السلطات المغربية في تفكيك خلية إرهابية بمنطقة حد السوالم، لكن التفاصيل التي كشف عنها والي الأمن عبد الرحمن اليوسفي العلمي خلال الندوة الصحفية بسلا، حملت بين طياتها صورة مروعة لما كان يمكن أن يحدث لو لم يتم التدخل في الوقت المناسب. الخبرة العلمية كشفت أن المواد الكيميائية المحجوزة لم تكن مجرد أدوات مشبوهة، بل كانت مفاتيح لصناعة عبوات متفجرة قادرة على خلق دمار واسع النطاق
مكونات متفجرة.. معادلة كيميائية للدمار
حين وصلت العينات إلى مختبر الشرطة العلمية، كان الأمر أشبه بفك شيفرة قنبلة موقوتة. المواد التي عُثر عليها لم تكن مجرد سوائل ومساحيق، بل مكونات أساسية لصناعة متفجرات مختلفة الحساسيات والقوة التدميرية. بعضها شديد الخطورة، والبعض الآخر أشد فتكًا من المتفجرات التقليدية، وهو ما يرفع منسوب الرعب حول ما كانت هذه الخلية بصدد التحضير له
سم الفئران والمسامير.. لعبة القتل المضاعف
الأمر لم يقتصر على المتفجرات فقط. بين المحجوزات، ظهر عنصر مثير للقلق: سم فئران قاتل. ليس لأي استخدام تقليدي، بل كان معدًا ليتم خلطه مع الشظايا المعدنية داخل العبوات، حتى يضمن القتلة أن الضحايا الذين لن يموتوا فورًا بالانفجار، سينتهي بهم المطاف إلى مواجهة موت بطيء ومؤلم بسبب التسمم. خطة جهنمية تعكس حجم الإجرام والوحشية التي كانت حاضرة في عقلية أفراد الخلية
مختبر إرهابي متكامل.. أدوات علمية في خدمة الموت
المداهمة الأمنية لم تكشف فقط عن مواد متفجرة، بل عثرت على معدات وأدوات مخبرية دقيقة، من أسلاك معدنية إلى أدوات تلحيم، ومن تجهيزات كهربائية إلى معدات تستخدم عادة في مختبرات البحث العلمي. هذا ليس مجرد مخزون من المواد الأولية، بل معمل متكامل لتحضير قنابل مدمرة بدقة مخيفة. فهل كانت الخلية تشتغل بمفردها، أم أن هناك جهات أخرى تزودها بالمعرفة والدعم؟
التحقيقات مستمرة.. والأمن يسبق الخطر بخطوة
بحسب والي الأمن، فإن المواد التي تم ضبطها تُستخدم في الأصل لأغراض مشروعة، سواء في الفلاحة أو الصناعة أو الطب، لكنها تحولت إلى أدوات موت عندما سقطت في الأيدي الخطأ. التحقيقات لا تزال متواصلة لكشف المزيد من التفاصيل، خاصة حول مصادر هذه المواد وكيف تم تجميعها بعيدًا عن أعين السلطات. وبينما تتواصل الأبحاث، يبقى السؤال المطروح: كم من الخلايا الأخرى لا تزال في الظل، تنتظر فرصتها لإعادة المشهد المرعب إلى الواجهة؟