شنقريحة وزيرًا لنفسه.. حلقة جديدة من مسرحية العبث الجزائري






 شنقريحة يعين شنقريحة.. عندما يتحول الجيش إلى دولة داخل الدولة

من الجنرال إلى الوزير.. قصة تعيين لا تفاجئ أحدًا


في الجزائر، يبدو أن المناصب الحكومية أصبحت لعبة شطرنج يديرها الجيش كيفما شاء. آخر الحلقات المثيرة في هذه الدراما السياسية كان تعيين السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش، نفسه وزيرًا منتدبًا لدى وزير الدفاع. قرار لا يحتاج تفسيرًا لأن الجميع يعلم أن شنقريحة كان وسيظل الرجل الأول في البلاد، بغض النظر عن التسميات أو المناصب.

\

السخرية السياسية.. الشعب يعلق بألسنة لاذعة


التعليقات الساخرة ملأت مواقع التواصل الاجتماعي. أحدهم قال: "شنقريحة يعين شنقريحة وزيرًا منتدبًا لدى شنقريحة".


 تعليق يُجسد الواقع العبثي الذي وصل إليه النظام السياسي الجزائري. فيما وصف آخرون التغيير الحكومي بأنه "إعادة ترتيب للكراسي في قاعة يقودها نفس الجنرال". 


لا عجب أن يجد الشعب في السخرية ملاذًا للتعبير عن إحباطه من مشهد سياسي يبدو وكأنه لا يتغير أبدًا.


فرعون الجزائر.. التساؤلات حول عمر شنقريحة الطويل في السلطة


الشارع الجزائري لا يتوقف عن التساؤل: كيف يمكن لرجل تجاوز الثمانين من عمره أن يظل متشبثًا بمقاليد الجيش والدولة؟ 


وصفه البعض بـ"فرعون الجزائر"، في إشارة إلى إصراره على الاحتفاظ بالسلطة مهما كانت الظروف. ومع هذا التعيين الأخير، يتأكد أكثر من أي وقت مضى أن النظام العسكري لن يتخلى عن قبضته الحديدية، حتى لو كانت البلاد تغرق في أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة.


أزمات وقود وأسعار.. والحكومة تعزف سيمفونية فارغة


في حين أن التعيينات والتغييرات في المناصب تبدو وكأنها الشغل الشاغل للنظام، يعيش المواطن الجزائري أزمات حقيقية على الأرض. طوابير طويلة للحصول على الوقود، ارتفاع صاروخي في الأسعار، وانهيار القدرة الشرائية. لكن يبدو أن الحكومة مشغولة أكثر بترتيب مناصبها وطمأنة جنرالاتها بدلًا من مواجهة هذه الكوارث الاقتصادية.


حلول سطحية.. والنظام يمعن في الهروب للأمام


بدلًا من الاعتراف بجوهر الأزمة ومحاولة إصلاحها، يفضل النظام الجزائري حلولًا سطحية لا تتعدى كونها مسكنات مؤقتة. في النهاية، يبدو أن الأولوية ليست لإصلاح الاقتصاد أو تحسين حياة المواطنين، بل للحفاظ على النظام العسكري المترسخ في السلطة، مهما كان الثمن.


الجيش والدولة.. حدود غير مرئية


ما يحدث في الجزائر يُجسد تداخلًا غير مسبوق بين الجيش والدولة. الجيش ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو الحاكم الفعلي الذي يضع الوزراء، يغير السياسات، ويقرر مصير الأمة. وكلما ارتفعت الأصوات المطالبة بإصلاحات حقيقية، كلما ازدادت قبضته قوة على المشهد السياسي.


الشعب في مواجهة آلة النظام


بينما يغرق المواطنون في أزماتهم اليومية، يبدو أن النظام يتعامل مع الشعب وكأنه خارج المعادلة. لكن هذا التناقض لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. الغضب الشعبي يتصاعد، والتاريخ أثبت أن الأنظمة التي تُمعن في تجاهل شعوبها تواجه مصيرًا محتمًا، ولو بعد حين.


متى يبدأ التغيير الحقيقي؟


التغيير في الجزائر لا يبدو قريبًا، طالما أن الجيش مستمر في قيادة كل شيء من وراء الستار. لكن السؤال الذي يطرحه الجميع: هل يمكن لهذا النظام أن يستمر في ظل الأزمات المتزايدة والغضب الشعبي المتصاعد؟ أم أن الانفجار أصبح مسألة وقت؟


ما يحدث في الجزائر ليس إلا نسخة مُكررة من تاريخ طويل من حكم العسكر، حيث الأولوية ليست للمواطن ولا للوطن، بل للبقاء في السلطة بأي ثمن.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال