بين الأمن والبروباغندا.. من يحاول زعزعة الحقيقة؟



 في خضم معركة لا تقل ضراوة عن المواجهة الميدانية، يواجه الأمن المغربي تحديًا مزدوجًا. ليس فقط في التصدي للتهديدات الإرهابية، بل أيضًا في مواجهة حملات التشكيك التي تحاول زعزعة الثقة في الأجهزة الأمنية. بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، خرج ليضع النقاط على الحروف. وصف كل هذه المحاولات بكونها بروباغندا مغرضة تهدف إلى إرباك المؤسسة الأمنية ودفعها إلى التراجع، بينما يتحرك المخططون الإرهابيون في الخلفية، مترقبين لحظة غفلة أو تراخٍ

التشكيك.. سلاح ذو حدين

ليس كل من يطرح الأسئلة مشككًا، وليس كل من ينتقد الأمن بالضرورة يخدم أجندة خفية. هناك مواطنون بسطاء يسألون بدافع الفضول، وهناك آخرون يستحسنون يقظة الأمن المغربي. لكن في المقابل، هناك أيضًا من يسعون إلى زرع الشك في العقول، وتحويل كل إنجاز أمني إلى مجرد مسرحية هزلية هدفها الاستعراض. هؤلاء لا ينكرون فقط وجود تهديد إرهابي، بل يحاولون إعادة تشكيل السردية بالكامل، وكأن المغرب بلد خارج دائرة الخطر

التهديد قائم.. والرد باليقظة

الكلام عن غياب تهديد إرهابي ضربٌ من الوهم. فالمعطيات الأمنية، حسب سبيك، تُثبت أن الخطر حاضر، والتحديات قائمة. لا يمر وقت طويل حتى تكشف الأجهزة عن مخطط إرهابي هنا أو تفكيك خلية هناك. البعض قد يرى في ذلك صدفة متكررة، والبعض الآخر قد يسأل عن التوقيت، لكن الحقيقة لا تحتاج إلى تزويق: التهديد موجود، والمخاطر لا تختفي بمجرد غض الطرف عنها

معركة التواصل.. الأمن يرد بالمعلومة

في هذا السياق، لا يكتفي الأمن المغربي بالتحرك في الخفاء. هناك سياسة تواصلية واضحة، وهناك ضباط مكلفون حصريًا بنقل المعلومة للرأي العام، ليس فقط لمواجهة حملات التشكيك، بل أيضًا لتوعية المواطنين بالخطر الحقيقي الذي يتربص بهم. الإعلام بدوره يدخل على الخط، ليكون جسرًا بين الأجهزة الأمنية والمجتمع. فالمعلومة الحقيقية سلاح، تمامًا كما هو السلاح الذي يتم ضبطه خلال العمليات الأمنية

المغرب.. نموذج في الاستباقية الأمنية

في النهاية، تبقى التجربة المغربية في مكافحة الإرهاب نموذجًا يلفت الأنظار. لا تنتظر الأجهزة الأمنية وقوع الكارثة للتحرك، بل تعتمد استراتيجية الضربات الاستباقية، وهو ما يجعلها في صدارة المواجهة قبل أن تتحول التهديدات إلى كوارث حقيقية. ورغم كل حملات التشكيك، يبقى الواقع أقوى من أي بروباغندا. فالأمن في المغرب ليس مجرد شعور، بل هو معادلة متكاملة، حيث لا مكان للمقامرة بحياة المواطنين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال