في إطار الشراكة والتعاون بين التنسيقية الجهوية للمنظمة العالمية للسلام واندماج الصحراويين المغاربة، والمؤسسة الأمريكية Sanite et Action Sociale، والمندوبية الإقليمية للصحة، تم تنظيم أسبوع طبي متميز بالمركز الصحي بجماعة تامري التابعة لعمالة أكادير إداوتنان، تحت إشراف منسقة المنظمة، السيدة هنية لغليض. هذا النشاط الطبي، الذي كان بمثابة محطة إنسانية محورية، شهد مشاركة عدد من الفرق الطبية المحلية والدولية بهدف تقديم خدمات صحية مجانية لفائدة ساكنة هذه المنطقة القروية.
تخصصات طبية متنوعة لخدمة الفئات المعوزة
شمل هذا الأسبوع الطبي مجموعة من التخصصات التي كانت في أمس الحاجة إليها في المنطقة، وهي: الطب العام، الطب الباطني، طب المفاصل، وطب النساء والتوليد. وقد استهدف النشاط بشكل خاص الفئات المعوزة والهشة في الجماعة الترابية تامري، التي تكافح من أجل الوصول إلى خدمات صحية متخصصة وذات جودة.
يعتبر هذا النشاط بداية مهمة لتقريب الخدمات الطبية المجانية من سكان البوادي، وتسهيل وصول الفئات المستهدفة للعلاج في ظل غياب مستشفيات متخصصة في المنطقة. كما يسعى إلى رفع الوعي الصحي لدى الأفراد والأسر للحد من انتشار الأمراض والأوبئة المزمنة، والعناية بالصحة الجسدية بشكل عام.
النتائج المنتظرة: تأثير ملموس على المجتمع
تسعى هذه المبادرة إلى تحقيق نتائج ملموسة على مختلف الأصعدة. أولاً، من خلال تقديم الخدمات الطبية المجانية للمستفيدين من الفئات المعوزة، وكذلك الكشف عن الأمراض المنتشرة في المنطقة. وتستهدف القافلة الطبية رفع الوعي بأهمية الوقاية والتشخيص المبكر للأمراض، من خلال محاضرات توعوية واستشارات طبية، بالإضافة إلى توزيع الأدوية بشكل مجاني. من ناحية أخرى، تم إجراء فحوصات طبية معمقة للكشف عن الأمراض التي قد تتطلب رعاية مستعجلة أو تدخلات علاجية متخصصة، مما يسهم في تحسين الوضع الصحي للسكان.
تعاون مثمر وتنظيم متميز
أبدعت الفرق الطبية الميدانية في تنفيذ برنامج النشاط بكل مهنية وكفاءة، وهو ما يعكس الجهود المشتركة بين الأطباء والممرضين والمترجمين، بالإضافة إلى المرافقين من الوفد الأمريكي وأعضاء التنسيقية المنظمة للنشاط. وقد ساهمت هذه الجهود في ضمان سير النشاط بشكل سلس وفعّال، حيث كان المترجمون العاملين بين اللغات العربية والأمازيغية والإنجليزية عونًا كبيرًا في تسهيل التواصل بين الأطراف المختلفة، مما يعكس التعاون الدولي والمحلي في خدمة القضايا الإنسانية.
خدمات موجهة نحو الأمل والتغيير
تأتي هذه المبادرة في وقت حرج تحتاج فيه المناطق القروية إلى مثل هذه الأنشطة التي تمثل طوق نجاة للكثير من المواطنين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج في المستشفيات الكبيرة. إن نجاح هذا الأسبوع الطبي لا يقاس فقط بحجم الأدوية التي تم توزيعها، بل أيضًا بمدى تأثيره في حياة الناس، حيث عمل على تغيير مفاهيم الرعاية الصحية بالنسبة للكثيرين، وفتح آفاقًا جديدة للوعي الصحي.
الآفاق المستقبلية: تعزيز الشراكات والتوسع في الأنشطة
من المتوقع أن تسهم هذه الأنشطة في دفع عجلة التعاون بين مختلف الهيئات والمنظمات الإنسانية، مما يساعد في تسريع وتيرة العمل على تحسين الوضع الصحي في مناطق أخرى مماثلة. فالتعاون بين المؤسسات الصحية الوطنية والدولية له دور محوري في تغيير الواقع الصحي للمناطق القروية، ورفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، وخاصة في ظل الأزمات الصحية التي قد تواجهها البلاد في المستقبل.
نحو مجتمع صحي ومستدام
في الختام، يعد الأسبوع الطبي في جماعة تامري خطوة إيجابية نحو تحسين الوضع الصحي للفئات المعوزة، ويؤكد على أهمية التعاون والشراكات بين مختلف الجهات الحكومية والدولية في مواجهة التحديات الصحية التي يواجهها المجتمع. إن مثل هذه المبادرات لا تقتصر على تقديم العلاج فقط، بل تمتد لتشمل الوقاية والتوعية والتشخيص المبكر، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر صحة واستدامة.