عزيز أخنوش: من الوعود الكبرى إلى فشل متجدد… متى ينتهي الحلم الجماعي؟

 


عزيز أخنوش: من الوعود الكبرى إلى فشل متجدد… متى ينتهي الحلم الجماعي؟

لم يكن أحد يصدق أن أحدًا في المغرب يمكنه أن يرفع سقف الوعود إلى هذا الحد، لكن ها هو عزيز أخنوش يثبت للجميع أن الوعد بالأحلام قد يكون أسهل بكثير من تحقيقها. هذا الرجل، الذي خاض حملة انتخابية جعلت المغاربة يصدقون أن النعيم على الأبواب، أصبح اليوم يواجه واقعًا مريرًا لا علاقة له بتلك الوعود التي كان يوزعها على المواطنين وكأنها حلويات في يوم العيد.

وعود انتخابية أم معجزات لن تحدث؟

قبل أن نغرق في مستنقع الواقع الذي نعيشه اليوم، دعونا نسترجع معًا بعض من وعود أخنوش التي جعلت المغاربة يحلمون بحياة أفضل. وعود لا يمكن أن تكون أقل من المعجزات! وعد بتوفير مليون منصب شغل، وعد برفع رواتب رجال التعليم، وعد بتخصيص تعويض شهري للمسنين، وآخر للحوامل، وأخرى لجميع فئات الشعب المغربي. كان كل شيء يبدو جميلاً في نظر المغاربة، لكن سرعان ما تبخرت تلك الوعود، واكتشفنا أن الحلم الجماعي الذي كان يروج له أخنوش كان مجرد سراب.

أسعار النار… والحكومة في حالة غيبوبة

من المعروف أن الأوضاع الاقتصادية في المغرب لا تكون على ما يرام، ولكن مع حكومة أخنوش، أصبح الوضع لا يطاق. لا يمر يوم إلا وتشتعل الأسعار أكثر وأكثر، والغلاء يلتهم جيوب المواطنين دون رحمة. أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في تصاعد مستمر، والسردين أصبح حلمًا بعيد المنال. وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب، نجد أن الأغنياء، مثل عزيز أخنوش نفسه، يواصلون تجميع الثروات وكأنهم خارج نطاق هذا العالم. حتى أن الملك اضطر إلى إلغاء نحر أضاحي العيد بسبب هذه الأزمة غير المسبوقة.

التخلي الحكومي: زلزال الحوز نموذجًا

أما عن تعامل الحكومة مع المتضررين من زلزال الحوز، فحدّث ولا حرج. تركتهم يموتون ببطء تحت الخيام البلاستيكية المدمرة للكرامة الإنسانية. أين هو الدعم الذي كان يروج له السيد أخنوش؟ أين هو الرفاه الاجتماعي الذي وعد به؟ أين هو "التنمية" التي تحدث عنها في برنامجه الانتخابي؟ بل أين هو أبسط حق للمواطن في الحياة الكريمة؟ الجواب ببساطة: لا شيء! فقط الوعود المعسولة التي كانت تملأ الشاشات وأوراق الصحف، لتتحول في النهاية إلى سراب.

تهديد السلم الاجتماعي: من المستفيد الأكبر؟

عزيز أخنوش، أغنى رجل في شمال إفريقيا، أصبح اليوم يتنعم بالدعم المالي الكبير الذي تخصصه الدولة للمقاولات الإعلامية المملوكة له ولأسرته. نعم، حيتان كبيرة تستفيد من الدعم الموجه للمؤسسات الإعلامية بينما الفقراء والمواطنون المغلوب على أمرهم لا يرون من هذا الدعم إلا هواء. إذا كانت فلسفة الدعم تقوم على مساعدة الضعفاء والمشروعات الصغيرة، فما الذي يجعل أغنى رجل في البلاد يستفيد من هذا الدعم الذي يجب أن يذهب إلى من هم أكثر حاجة؟

أخنوش: مستفيد رقم واحد من الأزمة

ومع كل هذه الكوارث التي تهدد السلم الاجتماعي، ما زال السيد أخنوش يمني النفس بأن هذه الأزمة ستستمر إلى أجل غير مسمى. لماذا؟ لأنه ببساطة هو المستفيد رقم واحد من هذه الأزمة. هو المستفيد من ارتفاع أسعار "المازوط" ومن دعم مشاريع تحلية مياه البحر. وفي وقت يموت فيه المواطن المغربي بصمت، يتنعم السيد أخنوش مع كبار المقاولين وأصحاب المال.

السؤال الكبير: هل ستحقق حكومة أخنوش وعودها؟

الآن، وبعد كل هذا التخبط والفشل، يصبح السؤال المطروح ليس عن حجم المعجزات التي يمكن أن تحققها حكومة عزيز أخنوش، بل عن متى ستنتهي هذه الحكاية؟

 متى ستنتهي هذه الحملة الدعائية التي حولت الوعود إلى مسرحيات هزلية؟ هل سيتحقق شيء من تلك الأحلام التي روّج لها الرجل قبل الانتخابات؟ الإجابة ببساطة هي: لا! لأن الواقع يقول إن هذا ليس وقت الوعود الكبيرة، بل هو وقت مواجهة التحديات الحقيقية التي لا يملك أخنوش ولا حكومته الإجابة عنها.

خلاصة الأمر: الحلم انتهى

عزيز أخنوش لم يكن فقط رئيس حكومة فشل في تلبية احتياجات الشعب، بل كان أيضًا السبب في دفع الكثيرين للشك في جدوى كل هذه الوعود التي طغت على الواقع.

 الحلم الجماعي الذي زرعه في نفوس المغاربة أصبح كابوسًا يعيشونه يومًا بعد يوم. من الغلاء المستمر إلى التهميش الحكومي، لم يعد هناك مكان للأمل. أين كانت الدولة الاجتماعية؟ أين كانت التنمية؟ وأين كانت محاربة الفقر؟ 

أخنوش، بعد أن سيطر على المال والسلطة، لم يبقَ لديه سوى أن يتمنى أن تظل هذه الأزمة مستمرة إلى أجل غير مسمى حتى تظل خزائنه ممتلئة وأحلام المواطنين تتبدد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال