عمدة الظل.. عمر السنتيسي وسلا التي تُدار بالغياب
إذا كنت من سكان سلا، ونسيت شكل عمدة المدينة، لا تقلق.. فأنت لست وحدك! لأن السيد عمر السنتيسي، عمدة المدينة الاستقلالي، قد دخل في وضعية التخفي التام منذ أن جلس على كرسي الجماعة، وكأن المدينة تدار من كوكب آخر، أو من خلف ستار مسرحي لا يُرفع أبداً. لا زيارات ميدانية، لا تفقد لأحوال الناس، لا خطط واضحة، لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد. وكأن العمدة قرر أن يحكم بالريموت كونترول من عاصمة الظل الرباط، تاركًا سلا تتخبط في صمتها وحفرها ومطارحها العشوائية.
مدينة تتنفس العشوائية.. وعمدة يتنفس الاختفاء
الشوارع؟ مليئة بالحفر. الأحياء؟ تختنق بالازدحام والإهمال. الأسواق؟ عشوائية على عشوائية. البؤر السوداء؟ في كل زاوية، من المدينة القديمة حتى أقاصي بطانة. ومع ذلك، لا حس ولا خبر. المواطنون ينتظرون.. والعمدة غائب. لا يظهر، لا يصرّح، لا يزور، لا يشرح، لا يخطط، وكأن مهمته الوحيدة هي انتظار ميزانية نهاية السنة.
سلا.. مدينة المآثر المنسية
كيف لمدينة تاريخية تتوفر على كل مقومات الجذب السياحي، أن تظل خارج الخريطة؟ مدينة تطل على المحيط، وتحتضن أسوارًا عتيقة ومساجد تاريخية وقصبات شاهدة على حضارات، لكنها في عهد السنتيسي تحوّلت إلى مجرّد تابع صامت للرباط. لا مشاريع، لا إحياء للتراث، لا ترويج، لا استثمار. وكأن هناك قرارًا خفيًا بطمس هوية المدينة وإبقائها في الظل إلى الأبد.
أغلبية ساكتة.. ومستشارون نادمون
حتى داخل الأغلبية المسيرة للمجلس، بدأت التذمرات تتسرب. المستشارون يتساءلون: أين هي الرؤية؟ ما مصير البرامج؟ هل من خطة خمسية أو حتى حلم مؤجل؟ لكن العمدة لا يجيب. يجلس في برجه الصامت، يحيط نفسه بجدران الصمت البيروقراطي، تاركًا المدينة تغرق في واقعها البائس. الحفر تتوسع، الإنارة تنطفئ، الطرقات تتآكل، والفقر يزدهر. والرد؟ لا شيء.
سلا تستحق أكثر.. لكنها علقت في كرسي الانتظار
مدينة مثل سلا لا يجب أن تُترك للغياب والفوضى. تحتاج إلى عمدة يرى، يسمع، ويتحرك. إلى مجلس يخطط ويفكر ويعمل. لا إلى جلسات بروتوكولية مملة وانشغالات فارغة لا تصنع فرقاً. فالمدن لا تنهض بالشعارات، بل بالعمل الميداني، بالمشاريع الواقعية، وبالقرب الحقيقي من مشاكل المواطنين. أما أن يستمر هذا الصمت، فهذا يعني أن المدينة لن تكون أكثر من ظلّ باهت لعاصمة مجاورة.