ليلى بنعلي... وزيرة بـ"خاصية التجميد"

 



ما كاين لا طاقة متجددة، لا طاقة بديلة، لا انتقال ولا من يحزنون. عندنا في المغرب اليوم نموذج غريب في الحكومة، اسمه وزارة الانتقال الطاقي، لكن الحقيقة؟ الوزارة انتقلت فعلاً… من يد الوزيرة ليلى بنعلي إلى يد الكاتب العام، والفرق بينهما كالفرق بين الصورة في الديباجة والمتحكم الفعلي في مفاتيح اللعبة.

وزيرة تتقن فن الاختفاء أكثر مما تتقن تفاصيل القطاع. تارة "شبه غائبة"، وتارة غائبة كاملة. في المقابل، الكاتب العام شاد الوزارة من قرونها، يعيد الهيكلة، يوزع الأقسام كما يشاء، يخلق مناصب على المقاس، يضع المستشارين في كراسي القرار، والوزيرة؟ تُصفق في الداخل وتلتزم الصمت في الخارج، أو العكس، الله أعلم.

من يسير الوزارة فعلاً؟

في وزارة يفترض أنها تعنى بمستقبل الطاقة والاستراتيجية الوطنية، يشتغل الكاتب العام وكأنه الوزير الفعلي. يصمم هيكلة جديدة دون الرجوع للوزيرة، يعين من يشاء في المناصب الحساسة، ومن لا يعجبه يُركن في الزاوية، والنتيجة؟ منظومة داخلية مشوشة، موظفون ينتظرون ما ستسفر عنه "القرعة"، ومستشارون مبهمو الاختصاصات يتقدمون الصفوف لأن "الحظ حالفهم".

هل نحن في دولة مؤسسات أم في لعبة "مونوبولي" يلعبها الكاتب العام وحده؟ وهل الوزيرة مجرد صورة على رأس الوزارة؟ أم أن هناك من استقال فعليًا دون أن يعلن ذلك؟ الأسئلة كثيرة، والإجابات... لا تأتي لا من الديوان ولا من الكاتبة الخاصة.

من يُحاسِب من؟

الوزارة اليوم في حالة شرود إداري، ومصالح الموظفين معلقة. التسويات متوقفة، التعويضات محبوسة، والكاتب العام يرفض الالتزام حتى بتعليمات وزيرة لا يبدو أنها تحب الإزعاج. والمضحك في كل هذا؟ أن الأمور تسير كأن لا أحد في الرباط يلاحظ، وكأن الوزيرة وقّعت على عقد للتمثيل وليس لتدبير حقيبة وزارية في غاية الحساسية.

لذلك، من حقنا أن نتساءل: هل الوزيرة اليوم مجرد اسم في بلاغات المجالس الحكومية؟ وهل الكاتب العام هو "الوزير الخفي" الذي يتحكم في كل شيء دون محاسبة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يتم تعيينه رسميًا وننهي هذا المسلسل من العبث المؤسساتي؟

وزيرة بلا مفاتيح

ليلى بنعلي اليوم، إن لم تتدارك ما يجري باسمها، فهي تتحول تدريجياً من وزيرة طاقة إلى وزيرة بلا طاقة، من مسؤولة عن قطاع استراتيجي إلى عنوان لحالة سياسية مثيرة للشفقة. والكاتب العام، إذا لم يُسأل عن حجم الصلاحيات التي استحوذ عليها، فسنستيقظ قريبًا على "دولة داخل الدولة" تُدار من مكاتب الظل.

الانتقال الحقيقي اليوم ليس في الطاقة، بل في السلطة داخل الوزارة… من الوزيرة إلى الكاتب العام، ومن منطق التعيين إلى منطق "اللي عندو اليد الطولى".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال