الحكومة التي تتجادل مع نفسها.. والنتيجة صفر كبير
من قال إن المعارضة خارج الحكومة فقط فهو لم يفهم بعد السياسة عندنا. المعارضة اليوم تقيم داخلها. تجلس على كراسيها الوثيرة. تتلقى رواتبها وتعقد ندواتها وتحمل ميكروفوناتها لتصرخ في وجه نفسها. نعم الحكومة اليوم تناقش الحكومة. الحلفاء يهاجمون الحلفاء. الكل يدين الكل. والنتيجة؟ فوضى منظمة بميزانية مفتوحة
عندما تتحول الأرقام إلى لغز سياسي
اليوم تسمع رقماً من وزير. غداً تسمع رقماً آخر من زميله في نفس الحكومة. لا تقلق. لا أنت الذي فهمت غلط. ولا الأرقام التي تتكاثر كالأرانب. إنها فقط لعبة حكومية ممتعة. كل طرف يختار رقماً يناسب قصته. يتحدث به بحماس أمام الكاميرات. ثم يترك المواطن يحاول حل اللغز. هل هو 300 مليون؟ أم 1300 مليار؟ من يدري؟ ربما الحقيقة معلقة بينهما تنتظر ترجمة حكومية موحدة
المال العام.. حيث الريع مشروع والشفافية اختيارية
قبل أن تسأل أين ذهبت الأموال فكر جيداً. هل سمعت من قبل عن كائنات سياسية غامضة تتغذى على الدعم ولا تترك أثراً؟ هم موجودون بيننا. يأخذون الأموال بحجة تخفيض الأسعار. لكن الأسعار لا تتحرك. تزداد التهابا فقط. المواطن يبحث في الأسواق عن أثر للدعم فلا يجد سوى الغلاء. أما المستفيدون فقد تبخروا إلى عالم آخر. عالم الصفقات الذكية والربح السريع
من يحكم هنا بالضبط؟
هل سأل أحدكم نفسه هذا السؤال؟ لأن الحكومة تبدو وكأنها ليست متأكدة من الجواب. حليف يتهم حليفاً. وزير يكذب وزيراً. مسؤول يكشف أرقاماً ومسؤول آخر ينفيها. كأنهم ليسوا في نفس السفينة. كأن أحدهم في الحكومة والآخر يعارضها في نفس الوقت. معارضة من الداخل. صفقة سياسية رابحة. تحكم وتعارض في آن واحد. تأخذ القرارات ثم تنتقدها وكأنها فرضت عليك من الفضاء
انتخابات 2026.. الهدف الوحيد في الأفق
الأزمة؟ لا بأس بها. الغلاء؟ مجرد موجة عابرة. الفوضى في تدبير الدعم؟ مسألة تقنية بسيطة. ما يهم فعلاً هو شيء واحد. انتخابات 2026. المعركة الحقيقية ليست على جيب المواطن بل على الكراسي المقبلة. لهذا لا تستغرب إذا رأيتهم يتصارعون اليوم. إنها مجرد تمارين انتخابية. مجرد بروفة قبل أن يعود الجميع ليصافح بعضه بعد انتهاء المسرحية
حين تتحول الحكومة إلى فرقة مسرحية
في النهاية لا داعي للغضب. شاهد العرض الحكومي الممتع. صراع. اتهامات. تضارب أرقام. شعارات رنانة. ثم لا شيء. نفس السياسات. نفس العقلية. نفس النتائج. فقط احجز مقعدك جيداً واستعد للضحك. لأن السياسة عندنا ليست سوى كوميديا مرتجلة بميزانية ضخمة ودون جمهور مستفيد