"السكوري في عزلة داخل البام.. هل يُدفع نحو الباب الخلفي؟"
اجتماعات صامتة.. ووجوه ترفض المصافحة
في السياسة، العزلة ليست مجرد غياب، بل قد تكون حضورا يُشبه الغياب. وهذا حال يونس السكوري داخل حزب الأصالة والمعاصرة. الرجل يحضر الاجتماعات، يجلس في القاعة، يستمع، لكن الأجواء حوله توحي بأن هناك شيئا ما قد كُسر. لا مصافحة، لا حوار، لا ود، وكأن الجميع متفق بصمت على شيء واحد: التجاهل. السكوري يبدو مُصرًا على البقاء، يُسجل حضوره بانتظام وكأنه يُقاوم العاصفة، لكنه في النهاية يُدرك أن السياسة لا ترحم المُهمشين.
خطة تشغيل أم خطة إبعاد؟
أصل المشكل ليس مجرد توتر عابر، بل يتعلق بقرار اعتبرته قيادات "البام" استفزازًا صريحًا. خطة التشغيل التي أطلقها السكوري لم يكن يفترض أن تمر دون تنسيق مع الحزب، لكنه فضل أن يمضي فيها إلى جانب رئيس الحكومة عزيز أخنوش دون إشراك رفاقه السياسيين. قرار فجّر الغضب، حيث اعتبرت فاطمة الزهراء المنصوري أن الحزب كان يجب أن يكون جزءًا من المشهد لا مجرد متفرج يتلقى الأخبار بعد فوات الأوان. السكوري، من جهته، كان يرى أن الأولوية هي لإنجاز الملفات لا للترضيات السياسية، فوجد نفسه في مواجهة غير معلنة مع رفاقه.
هل يتكرر سيناريو "أبو الغالي"؟
الذين تابعوا مسار "البام" يعلمون أن للحزب سوابق في تصفية الحسابات الداخلية. لا شيء يتم بصخب، لكن الرسائل تُرسل بوضوح. صلاح الدين أبو الغالي، الذي كان شخصية وازنة داخل التنظيم، وجد نفسه فجأة خارج اللعبة. فهل يكون السكوري التالي في القائمة؟ الإشارات كلها تدل على أن الحزب لم يعد راغبًا فيه. هل ينتظرون لحظة مناسبة لإخراجه رسميًا؟ أم أن الرجل سيقاوم ويحاول إعادة فرض نفسه رغم العزلة؟
الانتخابات على الأبواب.. من سيكون الضحية الأولى؟
الأزمة داخل حزب الأصالة والمعاصرة ليست مجرد سوء تفاهم داخلي. الحزب في مواجهة تحديات كبرى، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة. التنسيق مع التجمع الوطني للأحرار لم يكن سلسًا، والملفات الثقيلة كالتشغيل تُحرّك الكثير من الحساسيات. السكوري اختار الانحياز لخيار الحكومة بدل الانسجام مع خط حزبه، وهو قرار قد يكلفه الكثير. الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن مصيره، لكن المؤكد أن كرسيه داخل "البام" لم يعد كما كان.