"احتجاجات تندوف تفضح المستور.. من يدير لعبة الخطف والفوضى؟"
الغضب في المخيمات.. والبوليساريو تواصل الصمت
في زحمة الصراخ الذي يملأ مخيمات تندوف، تتردد قصة واحدة على الألسن. شيخ تجاوز السبعين من عمره، اختُطف منذ شهور، ولا أحد يملك جوابًا عن مصيره. ليست هذه المرة الأولى، لكنها الأكثر وضوحًا. أهل المخيمات اعتادوا الظلم، لكنهم لم يعتادوا الصمت. وقفوا في احتجاج حاشد، رفعوا أصواتهم، طالبوا بالحقيقة، لكن قيادة البوليساريو كالعادة تبتلع لسانها. لا تبرير، لا تحقيق، لا تحرك، كأن الرجل لم يكن.
عندما تتحول المخيمات إلى أرض بلا قانون
الاختطاف ليس مجرد حادث عابر، بل هو مرآة لحالة الفوضى التي تغرق فيها المخيمات. عصابات تتحكم في كل شيء، تُحدد من يعيش ومن يختفي، من يُسمح له بالكلام ومن يُجبر على الصمت. كل ذلك تحت أعين قيادة تتصرف كأنها لا ترى. لكن هل هو مجرد تغافل؟ أم أن هناك أيادي تعبث في الظلام، تحرك الخيوط، تستفيد من الفوضى؟
احتجاجات تفضح المستور.. والرسالة واضحة
من خرجوا للاحتجاج لم يكونوا يبحثون عن بطل، بل كانوا يطالبون بالحد الأدنى من العدالة. رسالة واضحة: المخيمات ليست سجنا مفتوحا، ولن تكون ساحة خلفية لتصفية الحسابات. الشيخ المختطف ليس رقما يُضاف إلى قائمة الضحايا، بل إنسان له أهل ينتظرونه، وله قصة يجب أن تُروى. لكن كيف تُروى الحقيقة في أرض يُقتل فيها الصوت قبل أن يصل؟
بين الاختطاف والتهريب.. المخيمات في قبضة العصابات
في نفس الوقت الذي يُخطف فيه شيخ بلا سبب، تنشط عصابات المخدرات والتهريب بكل حرية. لا أحد يوقفها، لا أحد يقترب منها، كأنها جزء من نظام قائم لا يُمس. الكل يعلم أن هناك من يوفر لها الحماية، أن هناك من يستفيد من استمرار الفوضى، وأن قيادة البوليساريو آخر من يمكنه الحديث عن القانون، وهي التي تغرق في مستنقع الفساد.
متى تنكسر دائرة الصمت؟
المخيمات لم تعد قادرة على تحمل المزيد. الاحتجاجات التي خرجت كانت جرس إنذار، لكن السؤال هو: من سيستمع؟ البوليساريو تراهن على أن الناس سيتعبون، سيسكتون، سيعودون إلى بيوتهم وكأن شيئًا لم يكن. لكن الغضب الذي خرج إلى العلن لا يُمكن احتواؤه بسهولة. هناك من قرر أن الصمت لم يعد خيارًا، وأن زمن الخوف يجب أن ينتهي.
