فرحة لا توصف.. عندما يُتوَّج مجهود حفظ القرآن بحفل مميز
في أجواء تفوح بنفحات رمضان المبارك، احتضنت مدرسة الريان المغربية بأمستردام حفلًا تكريميًا مهيبًا، احتفاءً بطلابها الذين سهروا الليالي وأفنوا الساعات في رحاب كتاب الله. لم يكن الحفل مجرد مناسبة عابرة، بل كان لوحة إيمانية مُفعمة بالمحبة والفخر، حيث اجتمع الطلبة وأولياء الأمور والمدرّسون في لحظة استثنائية، تسودها الفرحة والاعتزاز بإنجازات هؤلاء الشباب الصاعدين.
تلاوات عذبة ورسائل تحفيزية.. لحظات صنعت الحدث
افتُتح الحفل بتلاوات قرآنية بصوت الطلبة المكرّمين، فكانت الآيات تتردد في أرجاء القاعة كأنها ألحان سماوية تبعث الطمأنينة في النفوس. بعدها توالت كلمات الشكر والتحفيز من طرف أساتذة وإدارة المدرسة، حيث عبّر الجميع عن فخرهم بهذه الكوكبة المتألقة، مؤكدين أن هذه اللحظة ليست سوى بداية لمسيرة طويلة مع كتاب الله.
شهادات وجوائز.. لحظة التتويج المنتظرة
جاءت اللحظة التي انتظرها الجميع بشغف، حين شرعت إدارة المدرسة في توزيع شهادات التقدير والجوائز على حفظة القرآن، وسط تصفيقات الحاضرين ونظرات الامتنان من أولياء الأمور الذين بدت السعادة واضحة على وجوههم. لم تكن الجوائز مجرد مكافآت رمزية، بل كانت اعترافًا رسميًا بالجهد المبذول وسعيًا لتحفيز الطلبة على الاستمرار في مسيرتهم المباركة.
رسالة إلى الأجيال.. القرآن نور الحياة
في كلمتها، عبّرت مديرة المدرسة، السيدة مونيا مشكور، عن اعتزازها بالدور الريادي للمملكة المغربية في خدمة القرآن الكريم، مشيرةً إلى الجهود التي تُبذل لضمان تربية الأجيال القادمة على مبادئ الإسلام الوسطي. كما نوّهت بالعناية التي يوليها الملك محمد السادس لمغاربة العالم، مؤكدة أن هذه المبادرات تعزز الهوية المغربية والإسلامية لأبناء الجالية، وتعمّق ارتباطهم بوطنهم الأم.
دعوات وأمنيات.. نهاية الحفل بمشهد روحاني مؤثر
اختُتم الحفل بدعاء جماعي، حيث رفع الجميع أكفّهم إلى السماء، متضرعين إلى الله أن يجعل القرآن الكريم رفيق دربهم، وأن يحفظ أبناءهم ويبارك في علمهم. كانت لحظة صادقة، اختلطت فيها مشاعر الفخر بالدموع، وكأن الجميع يدرك أن هذه الليلة ستظل محفورة في الذاكرة، كعلامة مضيئة في مسيرة هؤلاء الحفظة الصغار.
مدرسة الريان.. حيث ينمو الإيمان ويُصنع المستقبل
بهذا الحفل، أكدت مدرسة الريان المغربية بأمستردام أنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي فضاء تربوي يزرع القيم في النفوس، ويصنع أجيالًا مرتبطة بكتاب الله، فكانت هذه الأمسية الرمضانية شهادة حيّة على أن حفظ القرآن ليس مجرد إنجاز، بل هو طريق حياة.