ما وراء كواليس "لقاء البام في أزرو": صراعات داخلية أم غياب القيادة الحقيقية؟




ما وراء كواليس "لقاء أزرو": شرعية ضائعة وأجندات خفية

في مدينة أزرو الصغيرة، حيث يعقد الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة لقاءه المنتظر، يكاد الضباب يغطي الصورة الحقيقية لما يحدث. لقاء يبدو، في الظاهر، فرصة للتواصل وفتح النقاش، لكنه في الباطن يكشف عن أزمة شرعية وتنظيم عميقة تعصف بالحزب في إقليم إفران. فكيف يمكن لحدث يفترض فيه الوحدة أن يكون عنوانًا للانقسام والتهميش؟

تغييب التنظيمات: خطوة محسوبة أم محاولة انقلاب؟

ما يدعو للدهشة هو أن التنظيمات الإقليمية الرسمية، المنتخبة والمشروعة، لم يتم دعوتها لحضور اللقاء. أليس من المفترض أن تكون هذه الأمانات الإقليمية والمحلية هي الأساس في أي نقاش حزبي؟ بل يبدو أن الهدف من اللقاء هو القفز فوق صلاحياتها الشرعية، في محاولة مكشوفة لإحكام السيطرة وفرض أجندة شخصية بعيدة كل البعد عن تطلعات القواعد.

مأوى بدل دار الشباب: هروب من المواجهة؟

اختيار مأوى خاص لتنظيم اللقاء، بدل فضاء عمومي مثل دار الشباب، يطرح أكثر من سؤال. لماذا يتم اللجوء لمكان مغلق يمكن التحكم فيه؟ أليس الهدف تفادي أي ردود فعل من قبل مناضلي الحزب الذين طالما عبروا عن استيائهم من غياب الديمقراطية الداخلية؟ هذا المكان المغلق يعكس، بشكل واضح، التوجس من مواجهة القواعد الحزبية، التي يزيد عددها عن 300 مناضل ومناضلة، وكلهم كانوا قد منحوا ثقتهم للتنظيمات الشرعية في مؤتمرات سابقة.

تسويق الوهم: الإنجازات على الورق فقط

أما ما يثير السخرية فهو محاولات المسؤول الجهوي تسويق "إنجازات" وهمية يدعي تحقيقها في إقليم غير مهيكل أصلاً. فمن الواضح أن اللقاء ليس إلا محاولة للتغطية على إخفاقات واضحة، بإغراقه بحضور مُفتعل مستقدم من خارج الإقليم. كيف يمكن لمناضلي الحزب في إقليم إفران أن يثقوا بقيادة تهمشهم لصالح شخصيات غريبة لا تمت للإقليم بصلة؟

أين القيادة الوطنية؟

غياب أي تدخل أو تفاعل من القيادة الوطنية مع هذه الأزمة يزيد الطين بلة. يبدو وكأن الحزب قد فقد البوصلة، تاركًا القواعد الحزبية وحدها في مواجهة التجاوزات. كيف يمكن لمنظمة تدعي الديمقراطية أن تتجاهل أصوات أعضائها؟

نفور الشباب: هل هي النهاية؟

هذه الممارسات لا تعكس فقط أزمة داخلية بل تنذر بخطر أكبر، وهو نفور الشباب من العمل الحزبي. الشباب الذين كانوا عماد الحزب، أصبحوا الآن مهمشين ومستبعدين. عوض أن يكون اللقاء فرصة لجمع شمل المناضلين الشباب، يتحول إلى منصة لتكريس الانقسامات وإقصاء الأصوات الصادقة.

الحزب إلى أين؟

كل هذه السلوكيات تطرح تساؤلًا أكبر: ما هو مستقبل الحزب؟ هل يستطيع الصمود في وجه هذه الانقسامات؟ أم أن استحقاقات قادمة ستكشف حجم الشرخ الداخلي؟ يبدو أن الحزب بحاجة ماسة لإعادة ترتيب أوراقه، والبدء بحوار داخلي صادق يجمع كل الأطياف.

في النهاية، اللقاء المزمع تنظيمه في أزرو لا يبدو سوى محطة أخرى في مسار التصدع. فبدل أن يكون منصة للتواصل، يتحول إلى مشهد يعكس حالة حزب يعاني من غياب الرؤية وتضارب المصالح. من حق القواعد أن تتساءل: هل ما زال هناك أمل في استعادة الديمقراطية والشرعية داخل الحزب؟ أم أن الأمور خرجت عن السيطرة؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال