الذهب يلمع وسط اضطرابات الأسواق: التوترات الجيوسياسية تهدي المعدن النفيس صعودًا جديدًا


في لحظة تُذكّر الأسواق العالمية بقوة الذهب كملاذ آمن، صعدت أسعار الذهب اليوم، مسجلة قرب أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع.


 يبدو أن الدولار، الذي فقد جزءًا من بريقه مؤخرًا، منح الذهب مساحة إضافية للتألق.



 ومع استمرار التوترات الجيوسياسية، يتوجه المستثمرون إلى الذهب كملجأ يحميهم من تقلبات السوق وغموض الأوضاع.

الذهب في المعاملات الفورية ارتفع بنسبة 0.2 بالمائة ليصل إلى 2719.19 دولار للأوقية.


 هذا الزخم يدفع المعدن نحو تحقيق مكاسب لليوم السادس على التوالي، وهي إشارة واضحة إلى إقبال المستثمرين. أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب، فلم تكن بعيدة عن السباق، إذ أضافت 0.3 بالمائة لتبلغ 2721.10 دولار للأوقية.



الفيدرالي الأمريكي يراقب، والأسواق تتوقع وسط هذا الصعود، تتوجه الأنظار إلى سياسات البنك المركزي الأمريكي.


 توقعات الأسواق تشير بنسبة 51 بالمائة إلى إمكانية تخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في دجنبر المقبل. مع كل تكهنات المستثمرين، تظل أسعار الفائدة واحدة من أبرز المحركات الرئيسية لأسعار الذهب، فكلما انخفضت الفائدة، ارتفع جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عوائد ثابتة.



المعادن النفيسة الأخرى تدخل اللعبة


لم يكن الذهب اللاعب الوحيد في ميدان الأسواق اليوم. الفضة أيضًا استعادت بعض بريقها، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 0.2 بالمائة لتصل إلى 31.39 دولار للأوقية. أما البلاتين فقد حقق مكاسب بنسبة 0.34 بالمائة، مستقرًا عند 966.88 دولار. البلاديوم، بطل الصناعات الثقيلة، أضاف 0.8 بالمائة إلى قيمته، ليبلغ 1017.28 دولار للأوقية.


ما وراء الأرقام: الذهب يروي قصة ثقة وأمان


في كل مرة ترتفع فيها التوترات الجيوسياسية أو الاقتصادية، يهرع المستثمرون نحو الذهب، وكأن المعدن النفيس يعرض مظلة أمان لا يمكن الاستغناء عنها.


 سواء كان ذلك بسبب ضعف الدولار، أو الشكوك حول قرارات الفيدرالي، أو حتى القلق من أزمات عالمية، يبدو أن الذهب يُعيد تذكير الجميع بأنه "الملك الذي لا يسقط".


ومع ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية أمريكية مقبلة، يبقى السؤال: هل سيواصل الذهب صعوده ليحطم أرقامًا قياسية جديدة؟ أم أن الدولار سيستعيد قوته ويعيد تشكيل خارطة الأسواق؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال