غياب المستشارين والمساعدين يعقّد المهام
رغم مرور أسبوعين على التعديل الحكومي الأخير، يبدو أن الوزراء الجدد في الحكومة يواجهون صعوبات حقيقية في العثور على فريق العمل المناسب الذي سيساعدهم في تنفيذ أجنداتهم وتسيير دواليب وزاراتهم.
العديد من الأسماء التي التحقت بالحكومة مؤخرًا، مثل أمين الطهراوي وسعد برادة وعبد الصمد قيوح، ما زالت تعمل في أجواء شبه فارغة، دون دعم مستشارين أو مساعدين ضروريين لتنظيم العمل وتنسيق المهام.
كتاب الدولة.. في رحلة بحث لا تنتهي
ولا يختلف الحال بالنسبة لكتاب الدولة الجدد الذين يشملون احجيرة والسعدي والراشدي والصابيري. هؤلاء بدورهم يبحثون عن كفاءات لتكوين فرق متكاملة تستطيع تنظيم أجنداتهم ومساعدتهم في التصدي للتحديات اليومية. تظل فرق الدواوين عنصرًا محوريًا لدعم العمل الوزاري، مما يجعل هذا النقص يؤثر سلبًا على أداء الوزراء الجدد ويخلق ضغوطًا إضافية على طريقة اشتغالهم.
دواوين الوزراء.. حلم الطامحين في الامتيازات
يُعدّ العمل في دواوين الوزراء من المناصب التي يسيل لها لعاب الأطر الحزبية والمناضلين والمقربين من القيادات السياسية، حيث توفر هذه المناصب امتيازات لا يستهان بها، بدءًا من السفريات المدفوعة وانتهاءً بتعويضات مالية مغرية. لهذا نجد أن عددًا من الكوادر يسعون للظفر بهذه المناصب ويترقبون فرصة الالتحاق بديوان أحد الوزراء، خصوصًا في ظل التغيرات التي شهدتها الحكومة.
التوظيف في الدواوين.. حدود وإجراءات معقدة
يسمح النظام لكل وزير بتوظيف اثني عشر عضوًا في ديوانه، ما بين مستشارين ومساعدين ومكلفين بمهام خاصة. أما بالنسبة لكتاب الدولة، فتقتصر حصتهم على سبعة أعضاء فقط.
إلا أن عملية التوظيف لا تتوقف عند اختيار الأشخاص المناسبين فقط، بل تتطلب أيضًا موافقة الخزينة العامة قبل صرف أجورهم، وهو إجراء قد يزيد من تعقيد المسألة، خاصة بالنسبة للوزراء الجدد الذين لم يعتادوا بعد على هذا النوع من الإجراءات الإدارية.
من سيملأ الكراسي الفارغة؟
أمام هذه التحديات، يبقى السؤال: هل سيتمكن الوزراء الجدد من بناء فرق قوية ومؤهلة لدعمهم في أداء مهامهم؟ وهل ستتمكن الأطر الحزبية الطموحة من اقتناص الفرصة والالتحاق بدواوين الوزراء؟ ربما نحتاج إلى وقت قبل أن نحصل على إجابة واضحة، ولكن المؤكد هو أن استمرار الوضع على حاله قد يعيق جهود الحكومة ويؤثر على أدائها.
هل تؤثر أزمة المستشارين على الأداء الحكومي؟
بالتأكيد، يُطرح هذا السؤال بقوة في الأوساط السياسية، حيث أن أي خلل في تكوين الفرق المساعدة للوزراء سينعكس سلبًا على سير العمل الحكومي وعلى قدرة الوزراء الجدد في تنفيذ التزاماتهم. ومع ذلك، يبدو أن الجميع في انتظار نهاية هذه المرحلة الانتقالية وتكوين فرق عمل متكاملة تساعد الحكومة على مواجهة تحدياتها المقبلة.