الدولار يُركّع الذهب.. معركة العمالقة تنقلب رأسًا على عقب!







 من يصدق أن هذا المعدن الأصفر، الذي طالما حمل لقب الملاذ الآمن، يعيش واحدة من أسوأ لحظاته منذ سنوات؟ الذهب الذي كان دائما عنوانا للاستقرار وسط الأزمات، وُجد نفسه هذا الأسبوع محاصرا بتراجع مهين، وكأن الدولار قرر أن يستعرض عضلاته على حسابه.



السقوط الحر للمعدن الأصفر


أسبوع أسود على الذهب، حيث تكبد خسائر مؤلمة جعلته يهبط بأكثر من أربعة بالمئة، وكأن الجاذبية الأرضية فجأة تذكرت أنه ليس معصوما عنها. جلسات الهبوط المتتالية كسرت هيبته، فبعدما كان يقترب من قمم تاريخية الشهر الماضي، ها هو اليوم يترنح عند أدنى مستوى له منذ شهرين. مشهد يثير أسئلة كثيرة: هل حقا انتهت حقبة الذهب كملك لا يهزم؟


الدولار.. الخصم الذي لا يرحم


ولم يأتِ هذا السقوط من فراغ. الدولار، بجبروته وصعوده المتواصل، حشر الذهب في الزاوية وجعله يبدو أضعف مما توقعنا. وكأن الدولار يقول: "هذه حلبتي، وأنت هنا مجرد متفرج". قوة العملة الأمريكية لم تترك مجالا لأي بريق للمعدن، وحولته إلى لاعب ثانوي في سوق اعتاد أن يكون فيه النجم.


الفضة والبلاتين.. هل من أمل؟


وبينما الذهب يئن تحت وطأة الخسائر، يبدو أن الفضة والبلاتين يحاولان استغلال الفرصة، لكن بصعود خجول لا يكاد يُذكر. صعود بنسبة طفيفة، كأنه يقول: "على الأقل نحن لا نسقط مثلك يا ذهب". لكن هل يكفي هذا الارتفاع الطفيف ليعيد الثقة إلى سوق المعادن النفيسة؟ الجواب ربما يكمن في الأيام القادمة.


هل انتهت أسطورة الذهب؟


ما يحدث الآن يفتح الباب أمام التساؤل: هل ما زال الذهب يستحق مكانته كملاذ آمن؟ أم أن قوته أصبحت جزءا من الماضي؟ الأسواق المالية، بطبيعتها المتقلبة، قد تُعيد الذهب إلى سابق عهده، لكن هذه الكبوة قد تجعل المستثمرين يعيدون النظر في معادلاتهم القديمة.


رغم كل ما يحدث، الذهب يبقى الذهب. وكما تعود أن ينهض من كبواته في الماضي، قد نراه يعود إلى بريقه مجددا. لكن هذا الأسبوع، بالتأكيد، سيظل في ذاكرة الأسواق كواحد من أكثر الفصول إحباطا للمعدن الذي كنا نظنه لا يُهزم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال