في صمت لا يخلو من صرامة، وفي ليل يشهد على يقظة لا تنام، شنّت عناصر الدرك الملكي بالعيايدة، التابعة للنفوذ الترابي لجماعة عامر القروية، حملة تمشيطية واسعة وصفت بـ"التطهيرية" بامتياز. الهدف؟ ضرب بيد من حديد على أوكار الجريمة والظواهر المشبوهة التي ظلت تتكاثر كالفطر في الظل.. لكن ليس بعد اليوم.
القائد الميداني لهذه العملية، هو قائد مركز الدرك الملكي نفسه، الذي نزل إلى الميدان مصحوبًا بعناصره، في خطوة تؤكد أن زمن التفرج انتهى، وأن المرحلة هي للعمل والتحرك دون هوادة.
حصيلة اليوم الأول: الشيرا في قبضة الأمن
مساء الخميس 17 أبريل، أسفرت الحملة عن أولى نتائجها الملموسة: حجز ما يفوق نصف كيلوغرام من مخدر الشيرا. نعم، الشباك بدأت تُسحب، والحيتان الصغيرة أول من اصطيدت.. فماذا عن الكبار؟ الرسالة واضحة: دوركم قادم لا محالة.
أسبوع من "الزلزال الأمني"
العملية، وفق مصادرنا، ليست مجرد جولة استعراضية تنتهي بصور على فيسبوك وبلاغات روتينية. لا. الأمر يتعلق بحملة حقيقية تمتد على مدى أسبوع، الهدف منها تعقّب المبحوث عنهم، تضييق الخناق على تجار السموم، وتطهير المنطقة من كل من يحاول إعادة إنتاج الجريمة تحت أنظار الساكنة.
في منطقة كثيرًا ما شعرت بالتهميش، وبأنها خارج الرادار، جاءت هذه الحملة لتقول شيئًا مهمًا: الدولة هنا. الدرك حاضر. والقانون لا يُنسى. هذه الرسالة وحدها، كفيلة بأن تزرع قليلاً من الاطمئنان في نفوس ساكنة أنهكها العنف والانفلات، واعتادت على مشاهد الممنوعات تُباع كأنها سلع غذائية.
من يختبئون في الجحور.. احذروا
الرسالة الثانية لا تقل وضوحًا: كل من يظن أن ظله يختبئ عن عين الدولة، فليعيد الحسابات. الدرك الملكي لا يطرق الأبواب... إنه يقتحمها حين يقرر، ويصل حيث يظن الخارجون عن القانون أنهم في مأمن.
المطلوب اليوم؟ دعم الساكنة
نجاح مثل هذه الحملات لا يتحقق فقط بالزي الرسمي والأسلحة، بل بدعم صريح من الساكنة نفسها، التي تعرف وجوه المفسدين، وتدرك تفاصيل الجريمة أكثر مما يُتصور. الصمت لم يعد حيادًا.. بل قد يكون تواطؤًا.
فلتستمر الحملة، ولتتوسع، لأن الأمن ليس خدمة فاخرة، بل حق لكل مواطن.. ومن يسهر على هذا الحق، يستحق أن نذكره، وأن نطالبه بالمزيد.