في مشهد فوضوي لا يخلو من التوتر، انزلق الدولار اليوم، الثلاثاء 08 أبريل 2025، نحو الأسفل، فاقدًا توازنه أمام سلة من العملات الرئيسية. السبب؟
مزيج معقّد من القلق، والرسوم الجمركية الأمريكية الشاملة، وأشباح ركود اقتصادي تلوّح في الأفق.
مؤشر الدولار – ذاك المقياس الذي يتابع أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات أخرى – هبط بنسبة 0.44%.
ليس مجرد تراجع عادي، بل استمرار في خسائر بدأت تتسارع منذ إعلان الرسوم الجمركية، والتي بدت وكأنها رمية حجر في بركة هادئة، أثارت دوائر من القلق لا تهدأ.
في الجهة الأخرى من الساحة، كان الين الياباني والفرنك السويسري يتحركان بثقة، كأنهما وجدا فرصتهما أخيرًا. الين صعد، وإن كان بحذر، إلى 147.325 مقابل الدولار، يغازل أعلى مستوى له خلال نصف عام تقريبًا، بينما الفرنك السويسري اتجه صوب 0.85665، وكأنه يقول: "أنا هنا وقت الأزمات".
كل هذا حدث وسط تقلبات جنونية ضربت الأسواق خلال الـ24 ساعة الماضية. الدولار، الذي حاول استعادة أنفاسه أمام عملات الملاذ الآمن، بدا كمن يحاول الوقوف وسط زوبعة.
الرسوم الجمركية التي أعلنتها أمريكا، رغم أنها موجهة للخارج، إلا أن صداها ضرب الداخل بقوة، وزرع الشك في قلب الاقتصاد العالمي.
المستثمرون؟ لم يترددوا طويلًا. الأسبوع الماضي كان مسرحًا للهروب الكبير نحو الملاذات الآمنة. الين والفرنك سجلا ارتفاعات مدعومة بالخوف أكثر من أي شيء آخر.
اليورو أيضًا استفاد من هذا المشهد المرتبك. قفز بنسبة 0.58% ليصل إلى 1.0967 دولار. مش بعيد عن قمته الأخيرة، وكأن السوق يهمس: "اليورو مش بالسوء اللي توقعناه". والجنيه الإسترليني؟
لم يتخلّف عن الركب، صعد هو الآخر بنسبة 0.4% إلى 1.2776 دولار، مبتعدًا عن قاع الجلسة السابقة.
أما الدولار الأسترالي والنيوزيلندي؟ كانت رحلتهم مختلفة قليلًا. تراجعوا الأسبوع الماضي – وبشكل ملحوظ – لكنهم عادوا اليوم ليظهروا بعض الانتعاش. ليس انتصارًا كاملًا، لكنه تنفّس خفيف بعد الغرق.
في النهاية؟ ما يحدث ليس مجرد حركة أسعار. إنه انعكاس لحالة ترقّب، قلق، وربما بداية لشيء أكبر. الدولار لم يعد ملكًا متوجًا بلا منازع... على الأقل، ليس هذا الأسبوع.
التسميات
اقتصاد