المعرض الدولي للكتاب، المفروض يكون عرس ثقافي، وواجهة حضارية، ومهرجان ديال الفكر والقراءة والوعي. ولكن هاد العام، ما كان لا فكر لا وعي، كانت فقط جملة وحدة فلافطة كافية باش تقلب المعرض لحلقة ديال الضحك والقهقهة الوطنية. جملة كتبها مسؤول، وصادق عليها مسؤول آخر، وطبعات، وتعلقات، وتشافات، وكلشي ساكت حتى وقعات الفضيحة:
"العرضون غير المباشرون" يا أمة ضحكت من جهل مسؤوليها
آش كتقصد وزارة الثقافة بهاد "العرضون"؟ واش الناس لي كيعرضو الكتوبة ولا الجنود الغير مرئيين ديال المعرض؟ واش كان المقصود "العارضون" ولكن التعذيب الإملائي خلاها تولي "العرضون"؟
اللغة العربية، اللي كتعتبر ركيزة ديال هويتنا، تحولات على يد وزارة الثقافة لمسخ لغوي ما كيحشم ما كيخاف. الخطأ هنا ماشي فحرف زايد ولا ناقص، الخطأ فأن مؤسسة كتسوق لحدث دولي وباقي ما عارفاش الفرق بين مفرد وجمع
الوزارة اللي كتعرض الجهل فشكل ثقافة
الوزارة، لي خاصها تكون حاملة مشعل الفكر، بان أنها حاملة فقط كشاف ديال الشكارة والميزانية. واش بغيتو تقنعونا أن شي لجنة كاملة ما لاحظات الخطأ؟ ولا كلشي مغمض العينين وكيصيفط PDF للطبع بلا مراجعة؟ راه حتى الحلاق إلا كتب “حلاقة” بلا “ة” كيتحاسب. وانتوما فمعرض الكتاب كتكتبو “العرضون” وكتقولوا راه خطأ غير مقصود؟
إيوا آسيدي، حتى الجهل غير مقصود، ولكن راه النتيجة وحدة: كارثة لغوية وسياسية، خصوصًا مني كتجي من مؤسسة كتخلص من ضرائب المواطنين
المعرض اللي حوّل الثقافة لفقرة فالكوميديا
عارضون؟ ولا عرضون؟ غير باش نكونو واضحين، المغاربة ما بقاوش كيقراو، ولكن باقي عندهم حس لغوي أحسن من اللي كيمثلهم. الشعب قرا اللافتة، ما بقا حتى شي حد كيهضر على الكتب، كلشي غارق فالنكتة. دازت "العرضون" من فضيحة لغوية لواحد من أشهر الهاشتاغات فالسوشل ميديا.
تخيل معايا زائر جاي من برّا، كيتصور مع لافتة كتبين "العرضون غير المباشرون"، ويرجع لبلادو كيقول: المغرب بلاد الثقافة.. ولكن راه الثقافة اللي كانت غايبة
فين غاديين بهد الحافلة؟
ماشي أول مرة، وماشي آخر مرة. اليوم "العرضون"، غدا يمكن تلقى "الكُتابون المبتهجون"، ولا "القارءون المتمشّون". واخا، الشعب ضاحك وباكي، ولكن واش الوزارة واعية أن الخطأ اللغوي فهاد السياق هو خطأ سياسي؟ إيوا نذكروكم: اللغة راه سلطة، وحينما تفسد اللغة، تفسد السياسة، ويفسد التسيير، وكيولي المواطن كيشوف فكل لافتة إعلان على نهاية زمن العقل
الدرس؟ ولا غير نطويو الصفحة؟
ماشي المشكل فالخطأ، المشكل فتكرار الخطأ، المشكل فصمت المؤسسة، المشكل فأن كلشي ولى "غير زلة"، و"غير خلل تقني"، و"غير خادم ما انتبهش". إيوا شحال من زلة باقي كتخبّيو تحت الزرابي؟
خاصنا مسؤولين كيعرفو يكتبو قبل ما يديرو خطب على أهمية القراءة. وخاصنا معارض كتب ما تكونش مجرد ديكور لصورة جماعية كتجمع مسؤولين كيعرفو كلشي إلا اللغة
وخلاصة القول؟
"العرضون غير المباشرون" راه ماشي خطأ. راه عنوان المرحلة.