حين يصبح الذهب أغلى من الأحلام
كل شيء يرتفع.. الأسعار تشتعل الأسواق تهتز والذهب يواصل جنونه وكأنه قرر أن يحلق بعيدًا عن متناول الجميع كل من كان يعتقد أن هذا المعدن مجرد زينة أو احتياط بسيط عليه أن يعيد حساباته لأن الذهب اليوم لم يعد مجرد رفاهية بل صار سفينة النجاة وسط بحر هائج من الأزمات الاقتصادية والتوترات السياسية
من أين جاء هذا الجنون؟
ليس سرًا أن الأسواق تعيش حالة رعب والمستثمرون لا ينامون بهدوء الخوف من انهيار البورصات والضبابية التي تخيم على المستقبل تدفع الجميع نحو الذهب لم يعد الأمر يتعلق فقط بمعدن يلمع بل بمصدر للأمان في عالم فقد بوصلته الاقتصادية صناع القرار يتخذون قراراتهم ببطء والأسواق لا ترحم الضعفاء
ترامب.. كلما لوح بالضرائب ارتفعت أرقام الذهب
لا يمر يوم دون أن نسمع تصريحًا جديدًا من الرئيس الأمريكي السابق حول سياسات تجارية جديدة ضرائب مفروضة هنا قيود مشددة هناك وكلما ازدادت هذه الإجراءات ضراوة كلما كان رد فعل الأسواق عنيفًا الذهب لا يفكر ولا يناقش لكنه يتحرك بمجرد أن يشعر بالخطر وكأن المستثمرين يركضون بحثًا عن غطاء يقيهم العاصفة
هل هو وقت البيع أم الشراء؟
السؤال الذي يحير الجميع هل انتهى وقت الاستثمار في الذهب أم أن الأسعار ما زالت في بدايات جنونها الأسواق لا تعطي إجابة واضحة البعض يقول أن الأسعار ستواصل التحليق والبعض الآخر يحذر من انتكاسة قادمة لكن المؤكد أن العالم لم يعد كما كان والتاريخ علمنا أن الذهب لا يخذل من يثق به
الذهب يلمع ولكن الجيوب فارغة
في كل أزمة اقتصادية نرى الذهب يعود إلى الواجهة لكن هذه المرة يبدو الأمر مختلفًا لم يعد الحديث عن ارتفاع بسيط بل عن قفزات غير مسبوقة المواطن البسيط الذي كان يرى في اقتناء بعض الغرامات وسيلة ادخار آمنة بات ينظر إلى الأسعار بعين الحسرة بينما الأثرياء يستفيدون من لعبة الأرقام فهل يستمر هذا الجنون أم أن الأسواق ستعيد ترتيب نفسها؟ الأيام القادمة تحمل الإجابة لكن إلى ذلك الحين سيظل الذهب يلمع فوق رماد الأزمات