مخطط التعليم العالي 2035: خطوة للأمام أم تكرار للأخطاء؟



مخطط التعليم العالي 2035: خطوة للأمام أم تكرار للأخطاء؟

الحكومة خرجات بخبر جديد كيهم مستقبل التعليم العالي فالمغرب، وهو إعداد مخطط مديري يمتد حتى 2035. هاد المخطط كيهدف إلى تحديد نوعية المؤسسات اللي خصها تْحْدث، شنو هي مسالك التكوين اللي خاصها تتطور، وأولويات البحث العلمي حسب الخصوصيات ديال كل جهة. وهاد الشي كيجا كجواب على الانتقادات اللي وجهها المجلس الأعلى للحسابات، اللي شاف أن التعليم العالي خاصو رؤية واضحة وخطة ملموسة قابلة للتقييم الدوري. لكن السؤال الكبير اللي كيطرح نفسو هو: واش فعلاً هاد المخطط غادي يقدر يغير الوضع؟

رؤية شاملة أم وعود مكررة؟

من جهة، الحكومة كتقول أن هاد المخطط غادي يساعد على توجيه مشاريع التعليم العالي، سواء فالمؤسسات العمومية أو الخاصة. لكن الحقيقة اللي كلشي كيعرفها هو أن التعليم العالي فالبلاد عاش سنين طويلة ديال الوعود اللي ما تحققتش. الخطابات ديما زوينة، ولكن التطبيق غالباً كيواجه عراقيل حقيقية: تمويل ضعيف، بْنية تحتية ناقصة، وتفاوت كبير بين الجهات.

واحد النقطة اللي كتثير التساؤلات هي: واش فعلاً الحكومة غادي تقدر تاخذ بعين الاعتبار الخصوصيات ديال كل جهة؟ حيت اللي كنشوفوه غالباً هو مخططات كتعتمد على "مقاس واحد للجميع" بلا ما تراعي الاحتياجات المحلية. مثلاً، شنو المعنى ديال إحداث نفس التخصصات فجهات عندها أولويات اقتصادية مختلفة؟

غياب التنسيق بين القطاعات

النقاش على التعليم العالي فالمغرب غالباً ما كيبقى حبيس الجدران ديال الجامعات، بلا ما يكون تنسيق حقيقي مع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. واش فعلاً الجامعات المغربية كتكوّن أطر قادرة تخدم فالسوق؟ واش البحث العلمي اللي كيتم راه مرتبط فعلاً بالتحديات اللي كيعاني منها المغرب؟ الجواب غالباً كيكون لا. لأن القطاعات كتمشي فطريق والجامعات فطريق آخر. وهاد الشي كينتج عنه بطالة مرتفعة فصفوف الخريجين، وفشل فاستثمار الطاقات اللي عندنا.

التعليم الخاص: فرصة أم تهديد؟

النقطة اللي كيخصنا نهضرو عليها بزاف هي دور التعليم العالي الخاص. واش هو فعلاً مكمل للعمومي ولا منافس ليه؟ الحكومة كتقول أن المخطط غادي يوجه حتى مشاريع القطاع الخاص، ولكن التجارب السابقة كتبين أن التعليم الخاص غالباً كيتحرك بمنطق الربح بلا ما يكون عندو ارتباط قوي بالرؤية العامة للبلاد. وهاد الشي كيساهم فتعميق الفجوة بين الطلبة، اللي جزء كبير منهم ما عندوش القدرة على تحمل تكاليف التعليم الخاص.

التقييم الدوري: كلام على الورق؟

واحد من الانتقادات الرئيسية اللي جا بها المجلس الأعلى للحسابات هو غياب التقييم الدوري. وهنا السؤال اللي كيبقى مطروح: واش الحكومة فعلاً غادي تلتزم بهاد الجانب؟ لأن بلا تقييم حقيقي ومستمر، المخططات غالباً كتولي مجرد حبر على ورق. خاص تكون آليات واضحة باش يتم تقييم المشاريع بشكل مستمر، وباش يتم تعديل المسار إذا تبين أن شي حاجة ما خداماش.

خاتمة: الحاجة إلى إرادة حقيقية

مخطط التعليم العالي 2035 كيبان فالأول بحال فرصة جديدة باش المغرب يخرج من دوامة المشاكل اللي عاشها فهاد القطاع. ولكن النجاح ديالو رهين بوجود إرادة حقيقية للتغيير، وباعتماد مقاربة شاملة اللي كتدمج كل الفاعلين، من الجامعات، للطلبة، للقطاعات الاقتصادية. المهم ماشي فقط نْخططو، ولكن نْطبّقو، ونْراقبو، ونْصلحو، لأن التعليم العالي ماشي غير مشروع قصير المدى، ولكن استثمار فمستقبل البلاد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال