تظاهرات عالمية وقطارات محلية.. بأي صورة نُستقبل الضيوف؟



 قطارات محور الرباط-الدار البيضاء.. تأخيرات بلا مبررات

البرلمانية لبنى الصغيري وجهت صفعة جديدة إلى واقع القطارات المغربية، خصوصًا على محور الرباط-الدار البيضاء. تأخيرات مزمنة تجعل المواطن يواجه معركة يومية مع عقارب الساعة. فمنذ متى أصبح احترام المواعيد "ترفًا" لا تحظى به القطارات المغربية؟ المواطن الذي يحلم بالوصول إلى عمله في الوقت المناسب عليه أن يتسلح بالصبر وربما بمقعد قابل للطي لينتظر قطاره المتأخر كأنه ينتظر معجزة!


نظام الحجز الإلكتروني.. تجربة أم اختبار صبر؟


تتحدث البرلمانية أيضًا عن نظام الحجز الإلكتروني للكراسي الذي يبدو أنه مجرد حبر على شاشة، فلا فرق بين من يحجز مسبقًا ومن يقفز على المقعد في آخر لحظة. مشاهد النزاعات بين الركاب أصبحت "فقرات ترفيهية" في كل رحلة. وإذا كنت تعتقد أن الدرجة الأولى توفر لك راحة أكبر فأنت تعيش في وهم، لأن الفرق الوحيد هو السعر المرتفع.


النظافة.. مطلب مستحيل التحقيق؟


أما عن نظافة القطارات، فلا داعي لأن تتوقع الكثير. عربات يبدو أنها تستضيف المئات دون أن تمر بتنظيف حقيقي. مرافقها في حالة تجعلنا نتساءل: هل هي قطارات أم آثار قديمة؟ والمثير للدهشة أن كل هذا يحدث في وقت يستعد فيه المغرب لاحتضان تظاهرات عالمية. أي انطباع سيأخذه ضيوف المملكة عن وسيلة نقل تبدو وكأنها في سباق لتقديم أسوأ تجربة ممكنة؟


الراحة.. كلمة مفقودة في قاموس السكك الحديدية


مقاعد مهترئة، تكييف إما معطل أو يعمل بشكل مفرط، ومراحيض يبدو أنها تُستعمل أكثر مما تُصلح. المواطن الذي يحلم برحلة مريحة عليه أن يعيد التفكير، لأن الراحة أصبحت رفاهية لا تجدها في قطاراتنا. والسؤال الذي يطرح نفسه: أين ذهبت الوعود بتحسين الخدمات؟ أم أن "القطار السريع" التهم الميزانية وترك القطارات الأخرى تجر عجلاتها المهترئة بلا أمل؟


الإصلاح أم مجرد شعارات؟


لبنى الصغيري وضعت يدها على الجرح، لكنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. الحديث عن إصلاح القطارات المغربية أصبح مثل أغنية مكررة. نسمع الكثير عن خطط جديدة وتحسينات مرتقبة، لكن الواقع يبقى هو نفس القصة: تأخيرات، نقص في الجودة، ومرافق لا تصلح إلا للذكرى.


القطارات المغربية.. إلى أين؟


لا يمكن إنكار أن القطارات تلعب دورًا حيويًا في نقل المواطنين، لكن ما يحدث حاليًا لا يمكن إلا وصفه بالفشل الذريع. إذا لم تُتخذ إجراءات حقيقية لتحسين المرافق واحترام المواعيد، فإن القطار المغربي سيواصل مساره نحو الهاوية. ربما حان الوقت لأن تتوقف الوزارة عن تقديم الأعذار وتبدأ في تقديم الحلول، لأن المواطن ملّ الانتظار سواء على رصيف المحطات أو في طوابير الأعذار الطويلة.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال