مباحثات على إيقاع الأخوة والتاريخ المشترك
استقبل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بالرباط اليوم الوزيرة الأولى لجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوديث سومينوا تولوكا، في لقاء حمل طابعًا أخويًا ورؤية مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي. هذه الزيارة لم تكن مجرد مناسبة دبلوماسية، بل محطة لتأكيد قوة الروابط التي تجمع الرباط وكينشاسا في مختلف المجالات.
في البداية، عبّر رئيس الحكومة عن تهانيه للوزيرة الأولى على دورها الريادي كأول امرأة تتقلد هذا المنصب ببلدها، وهو إنجاز يُلقي بظلاله على التحولات التي يشهدها المشهد السياسي في الكونغو الديمقراطية. هذا الموقف يؤكد المكانة الخاصة التي يوليها المغرب لتعزيز الشراكات مع دول تعيش تحولات إيجابية وتبحث عن نهضة شاملة.
تاريخ مشترك وقيم موحّدة
خلال اللقاء، كان واضحًا أن العلاقة بين البلدين ليست وليدة اللحظة. فالمغرب والكونغو الديمقراطية يجمعهما تاريخ طويل من التعاون والدعم المتبادل. ومن أبرز المحطات التي تشهد على هذا التضامن، مشاركة القوات المغربية في عمليات حفظ السلام بجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عقود. في المقابل، كان موقف كينشاسا واضحًا وحاسمًا بدعمها لمغربية الصحراء، خطوة ترجمتها بافتتاح قنصلية عامة في الداخلة سنة 2020.
هذا النوع من العلاقات يتجاوز المصالح الآنية، ليعكس انسجامًا في المبادئ والمواقف بين البلدين، وخاصة فيما يتعلق بالدفاع عن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية.
شراكة اقتصادية برؤية مستقبلية
المباحثات بين المسؤولين لم تقف عند الحدود السياسية، بل امتدت إلى الجانب الاقتصادي، حيث تم التركيز على تعزيز الشراكة بين المغرب والكونغو الديمقراطية. وتم الاتفاق على العمل من أجل عقد الدورة القادمة للجنة المشتركة، خطوة تُبرز إرادة الطرفين لتفعيل المشاريع المشتركة وجعلها واقعًا ملموسًا.
كما تم تسليط الضوء على أهمية تنشيط مجلس الأعمال المغربي-الكونغولي، الذي يُنتظر منه أن يكون منصة لتطوير التبادل التجاري والاستثماري، خاصة في مجالات تعتبرها الدولتان محورية لتحقيق التنمية.
علاقة بقيادة رؤيوية
الحديث عن التعاون بين البلدين لا يمكن أن يمر دون الإشارة إلى الرؤية الثاقبة التي تجمع قائديهما. تحت قيادة الملك محمد السادس والرئيس فيليكس تشيسيكيدي، تسير العلاقات الثنائية بخطى ثابتة نحو المزيد من التكامل والشراكة. هذه العلاقة ليست فقط مبنية على المصالح المشتركة، بل تستند إلى التزام صادق بتطوير القارة الإفريقية وتحقيق تطلعات شعوبها.
بهذه الدينامية الجديدة، يواصل المغرب والكونغو الديمقراطية نسج علاقة نموذجية تستحق أن تُحتذى على مستوى القارة. علاقة تُبرز أن التعاون الحقيقي يُبنى على الثقة، التضامن، والرؤية المشتركة للمستقبل.