في خطوة تعكس طموحاً جديداً لإعادة التموقع في المشهد السياسي المغربي، عقد حزب الخضر المجلس الفيدرالي يوم 23 فبراير الجاري تحت شعار "انطلاقة سياسية جديدة إسهاماً في ضمان مغرب الأمن والأمان المستدام". اكتسبت هذه الدورة أهمية خاصة، حيث شهدت انضمام مجموعة من الأعضاء البارزين الذين يمتلكون رصيداً نضالياً وسياسياً مهماً، في خطوة تهدف إلى ضخ دماء جديدة في شرايين الحزب.
ويسعى الخضر من خلال هذه الدينامية الجديدة إلى تعزيز حضوره على الساحة السياسية، عبر التركيز على قضايا الاستدامة والأمن، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في رؤيته المستقبلية.
وأكد أعضاء المجلس السياسي أن هذه الخطوة تعكس إصرار الحزب على الحفاظ على هويته السياسية، من خلال تبني نهج سياسي يستند إلى قراءة معمقة للواقع المغربي، والاستجابة للحاجيات السياسية والمجتمعية، ويهدف الحزب من خلال هذه المقاربة إلى البحث عن حلول عملية لتجاوز الاختلالات البنيوية في السياسات العمومية.
كما شدد المتدخلون خلال الندوة الصحفية التي تخللت المجلس، على أن حزب الخضر قد أخذ على عاتقه الحفاظ على الأمن داخل البلاد بمفهومه الشمولي، الذي يشمل الأمن الغذائي، الأمن المائي، والأمن الطاقي، بما يتماشى مع احتياجات المجتمع ومتطلباته المستقبلية. وأكد المتدخلون أن البرنامج الانتخابي لحزب الخضر لعام 2026 يعتمد على الخطابات الملكية كمرجع أساسي، والتي سيعمل الحزب على ترجمتها إلى سياسات عملية في برنامجه الانتخابي، معتبرين أنها تشكل مرجعية قوية لضمان استدامة السياسات التي تواكب التحديات المحلية والعالمية.
وفي هذا الإطار، يهدف الحزب إلى تعزيز استقلالية البلاد في مجالات أساسية كالغذاء والماء والطاقة، من خلال الاستثمار في حلول مستدامة وابتكارية، رغبة في القضاء على الآفات الاجتماعية التي تثقل كاهل المجتمع المغربي، انطلاقًا من الفقر والبطالة، مرورًا بالمشاكل الاقتصادية التي تعيق التنمية الشاملة. يسعى الحزب إلى تطوير استراتيجيات تساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، عبر خلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء مثل الزراعة المستدامة والطاقة المتجددة، وتحفيز الاستثمارات في التكنولوجيا الحديثة والابتكار المحلي.